كانت الساعة تقترب من الواحدة ظهرا يوم الأربعاء 12 سبتمبر 2012 عندما وصلتني رسالة من شخص على تليفوني المحمول بأن السفير الأمريكي في ليبيا قد قتل خلال الهجوم الصاروخي الذي تعرض له مبنى القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي والذي نفذه مسلحون احتجاجا على الفيلم الأمريكي (لأقباط المهجر) المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. بعدها مباشرة تصفحت مواقع اخبارية اجنبية، وها أنا أرى تاريخ جديد (12 سبتمبر) و أستشعر إسلاموفوبيا جديدة.
يوم 12 سبتمبر اقترن إسم الإسلام من جديد في الإعلام الغربي (الأمريكي خاصة) بالإرهاب والقتل والعنف، واصطبح الأمركيون على كابوس أشبه بكابوس أمسهم 11 سبتمبر! من المسىء للإسلام هنا، هم أم هؤلاء؟ هم أساءوا الى رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقصد الاستفزاز، أما هؤلاء فهل أساءوا للإسلام؟ وإن أساءوا فهل أساءوا بقصد الغيرة؟
إن كان مبرر قتل السفير الأمريكي في ليبيا الغيرة على الإسلام فهذه غيرة آثمة يثاب تاركها ويعاقب فاعلها! فالغيرة على دين الله عبادة، وما دامت من العبادات فلا بد أن تكون من لذة الأعمال وأسماها ولا تخرج بصاحبها عن حد الإعتدال إلى الغلو المنهي عنه فيهلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “هلك المتنطعون” (أي المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم).. فمن هنا ألا يعتبر الرد بالقتل تجاوز الحد في الفعل؟
الإسلام يتبرأ من هكذا أناس! فهو بريء من كل من كان له دور في تقديم صورة مزيفة ومشوهة عنه.. كل من ساهم في تخوف الغربيين من خطر إسلامي متوحش وخلق الكره والترهيب من الإسلام والمسلمين وساعد في إظهار الإسلامية على أنها التهديد الأعظم لسلام العالمية.. اتقوا الله في دينكم! فأنتم من أوصلتم فرية التخوف من الإسلام إلى التحريض وإثارة الإستفزازات الدينية حتى وصل الأمر بهم إلى التطاول على أطهر الخلق و أحسنهم خلقا..، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
والله ما كان لينتشر هذا الفيلم عالميا إلا بعد أن روجنا له وجمعنا الخبر “بالخبرية” فتحقق ما يريده صانعو الفيلم من بروباجندا لإنتشار الفيديو مع إيصال فكرة إسلاموفوبيا جديدة للمجتمع الغربي.. فهو سيناريو مدروس.. وكاتبه موريس صادق رئيس الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية الذي وجه كلمة إلى “مقتحمى السفارات وقتلة الدبلوماسيين نشكركم على حسن تعاونكم معنا!”
ونختم هنا…